الشمعة الناطقة



في قديم الزمان، زعموا أن كان هناك رجل يملك شمعة ناطقة، و كانت دائماً ترافقه في أي
مكان، وكانا صديقين مقربين يعيشان في نفس المنزل.و في يوم من الأيام، خسر الرجل
عمله ودخل بيته منزعجاً، فقالت له الشمعة:
– ماذا جرى لك يا صديقي؟
– فرد الرجل من شدة الغضب: اصمتي أيتها الحمقاء، إنك لا تنفعين في شيء، دائماً
تثرثرين، كذا كذا و كيت كيت، سوف أحضر الماء من البئر كي أطفئكي!!!
فغضبت الشمعة، و عند غياب الرجل تجرأت الشمعة على حرق المنزل ثم هربت.
و عند مجيئه، صدم الرجل بما حدث و أصبح بلا منزل.
ومرت الأيام، والرجل ما زال ينام في الأرض الوسخة و يطلب المال للعيش. و في يوم من
الأيام، كان الرجل جائعاً جداً، فتجرأ على سرقة فاكهة من تاجر غني، فأبلغ التاجر الشرطة
بما جرى وقبضوا على اللص و وضعوه في السجن.
ثم واصلت الشمعة في إحراق البيوت و المنازل، ففي يوم من الأيام استدعي الرجل عند القاضي.
فقال له القاصي: ما هو اسمك؟
فرد الرجل: اسمي محمد
فسأله القاضي: حسناً، وهل تعرف شمعة تحرق البيوت؟
فأجابه: نعم كانت صديقتي في الماضي وكانت طيبة، ولكن مشكلة بيننا فاصبحت شريرة
فقال القاضي: سوف تسجنان في نفس الزنزانة لمدة سنتين كاملتين
ففي السجن كان العمل شاقاً ومتعباً، وهذا الذي حثهما على التعاون والتصالح.
وبعد خروجهما من السجن عاشا حياة سعيدة جميلة.